الأحد، 15 يناير 2012

يا ليتني بنقالي !



 

 

قبل أيام أتاني أحد الأشخاص ينقل لي معلومة ً سيئة ً ( مثله ) وبعض الناس لا ينشطون أبدا ً إلا في نقل ما هو سيئ ومزعج .
قال والبسمة تعلو محياه :
أتعلم  يا صديقي بأنك  لن تستفيد من قرض الزواج  الذي يقدمه بنك التسليف ؟!
ثم اعتدل في جلسته وظل يحتفظ بابتسامته تلك وأردف قائلا ً :
راتبك الشهري المصاب بالتخمة هذا  قد منعك فرصة الحصول على  القرض ،  فأنت - كما تعلم ياعزيزي- أحد الأشخاص الذين يشكِّلون هدرا ً للمال العام !

حقيقة ً لم يزعجني كلامه ، بل تلك الابتسامة الساحرة التي كانت تزين وجهه ( الودر ) ، فكان كمن يذهب مبتسما ً ليعزي إنسانا ً في فَقد غالٍ عنده !!

إذا صحت هذه المعلومة  فسيدخل ( ماجد ) موسوعة جينس للأرقام القياسية بتسجيله لقب ( أشهر عزوبي في العالم ) ، وستكون أمنيتي التي أرددها دائما ً هي : ( ياليتني بنقالي ) ، لأنهم يقولون أن الزوجة في بنقلادش هي من تقوم بدفع تكاليف الزواج !
هكذا يقولون !!

حقيقة لأعلم لماذا وضع بنك التسليف شرط المرتّب الشهري للحصول على قرض الزواج إذا كنت ُ سأرده له وفوقه قبلة !
ثم إن القرض هذا لن يجعلني من طبقة الأغنياء فأبطر بالنعمة فتسول لي نفسي التقدم للزواج من هيفاء وهبي أوأليسا !
 هو مبلغ لايوازي مهرا ً في مجتمعنا !

 لكن كما يقولون( الحكومة أبخص )


كثير من الشباب يعتمدون في إقامة أعراسهم على القروض أو بشكل أصح على ( التورق ) فيأخذون مبالغ مالية من البنوك ثم يقسطونها على خمس سنوات ( هذا قدرنا )
فلو بقي هذا الشرط سنجد كثيراً من  الشباب قد وقعوا في نفس مشكلتي (باستثناء أبناء المعلمات ) ولا أقول هذا حسدا ً معاذ الله لكن من باب الغبطة فكم تمنيت لو أن أمي معلمة فأحظى بشيء من الدلال والمساعدة فأصبح كما يقولون ( دلوع ماما )


حقيقة صعبت الحياة على الشباب في زمننا هذا خاصة لمن أراد أن يكمل نصف دينه فلم يعد المهر هو العائق فقط بل تحولت الكماليات إلى ضروريات يستحيل التنازل عنها .

أذكر أني قرأت في كتاب أدبي عن زواج الخليفة العباسي المأمون من زوجته بوران ، ذلك الحفل الأسطوري الذي لم يشهد العرب بعده مثله .

يُقال أن حفل الزواج كلّف مليون دينار – ومليون دينار في عصرنا الحالي تساوي رقما ً فلكيا ً تعجز الآلة عن حسابه - يُقال بأن الطعام قُدّم بأطباق من ذهبٍ وفضةٍ وأن القصر فُرِش بحصير منسوج بالذهب وقد نُثرت اللآليء والدرر فوقه ، و زُينت غرفة الزوجين باللؤلؤ والدرر وبشموع من العنبر !

أما
الحضور فقد نُثرت عليهم رقاع وضعت في بنادق مسك ، فكل شخص تسقط عليه حبة بندق يفتحها ويقرأ مافيها فقد يحصل الشخص على ضيعةٍ أو جاريةٍ أو عبدٍ أو دابةٍ أو غير ذلك ، فإذا علم ما فيها مضى إلى الوكيل المرصد لذلك فيدفعها إليه ويتسلم ما فيها !

بعد هذا كله نُثرت عليهم الدنانير والدراهم والمسك والعنبر نثرا ً !!

على الرغم من هذا الترف الفاحش فإننا قد نقول : ( هذا خليفة قد تزوج بأميرة ) فأين المشكلة في هذا ؟
فنتوقع ولو شيئا ً قليلا ً من هذا الترف ، لكن عندما يُطالب الشباب في عصرنا الحاضر بعمل أفراح بمواصفات معينة لا يقدر عليها إلا أبناء الطبقة المخملية فهنا تكمن المشكلة .


حضرتُ زفاف أحد الأصدقاء وبعد تناول العشاء سمعت صوتا ً مزعجا ً يخرج من قاعة النساء !
خُيّل َ إليّ في بداية الأمر أنه صوت المعلق الرياضي المشهور ( محمد البكر ) ، ثم أخبروني بأن هذه هي الفنانة ( الطقاقة ) فلانة والتي تتقاضى خمسة عشر ألفا ً في الليلة الواحدة ، فتعجبت من ذلك
فمتى وصلن( الدقاقات) إلى هذه الأجور العالية !
 قررت أن أستمع جيدا ً لصوتها  فلعلها فريدة من نوعها ، فسمعتها ( تجعر ) أقصد تغني وتقول :

الأماكن كلها مشتاقة لك
وراء وراء وراء طييييب يا أحمر

ثم تكمل مقطعاً واحداً  تردد بعده :
 ( عاشوا عاشوا عاشوا )

حتى انتهى حفل الزفاف ولم تغن ِ أغنية ً واحدة ً كاملة ، ثم اختتمت حفلتها بأغنيتها الشهيرة :
( كل الحبايب كلهم لا فرق الله شملهم ) فلم يتفرق شملهم بل تفرقت نقودهم على ( الدقاقة ) وصويحباتها !

تبين لي بعد ذلك بأن هذه( الدقاقة) تُجلب من أجل التباهي بها أمام المدعوات ، لأن كل الناس يعلمون بأنها تتقاضى ذلك الأجر العالي
(وقلبي معاااااك يالعريس )


أحبتي
أسمع أحيانا ً بعض الناس يقولون بأن هذا الترف والبذخ المصاحب لكثير من الأعراس ينعدم الآن  ،  فالزوجة اليوم أكثر تفهما ً من قبل  فهي عالمة ببواطن الأمور مطلعة على هذا الغلاء الفاحش الذي نعيشه ، بل زعم بعضهم بأن كثيرا ًمن الفتيات اليوم يتنازلن عن أشياء كثيرة وذلك من باب مساعدة شريك حياتها ليتبقى عليه ولو شيء بسيط من ريشه المنتّف
فأعظمت أولئك الفتيات إن كان ما سمعته صحيحا

 
وفق الله أخواني الشباب وأخواتي البنات في حياتهم ويسر لهم زواجهم ورزقهم حياة زوجية هانئة في ظل شريك يسعدهم ، أما الشباب العاطل والمستخدم فأقول لهم : أعتقد بأن المثل المصري سينطبق عليكم :
 ( اللي مامعووش ما يلزمووش )

أداعبكم فقط

هناك 10 تعليقات:

  1. والله يا ماجد
    برغم من قيمة الموضوع الذي تتحدث عنه
    الا انني استمتعت جدا باسلوبك في الطرح
    وسامحني فقد ابتسمت كثيراعلى اكثر من جملة
    بداية من صديقك هذا "وش النحس "
    وانتهاءا ب " دلوع ماما"
    اسلوب جميل اقرب الى العفوية
    وماذا اعلق يا اخي الكريم
    بالفعل كان الله في عون الشباب
    والله الزواج تكاليف بجد
    والمشكلة انه مثل ما تفضلت
    كماليات اصبحت ضروريات
    فموضوع الذهب لوحده قصة
    ربي يفرجها عليك قريبا
    وتنال كل ما تتمنى
    وتجد الانسانة القنوعة التي تكون عون
    لك اذا مال الدهر عليك في يوم ما

    لك مني خالص الود
    كن بخير دوما يا رب

    ردحذف
  2. أهلا أستاذتي
    أدام الله البسمة على محياك ،
    أشكرك على هذا الإطراء العذب واللطيف
    بالفعل الشق أوسع من الرقع وما حيلة العاجز إلا البوح و( الفضفضة )
    سررت والله بهذا الحضور العذب الذي أمتعني

    كوني بخير استاذة أمل

    ردحذف
  3. ماجد (بدون ألقاب)
    فأنا ممن يحاولون جاهدين إنقاذ مجتمعنا من هذه الألقاب الميتة كأستاذ..دكتور..بروفيسور..الخ
    فأنت ماجد فقط..و لكنك صديقي..
    عودا حميدا...من طول الغيبات ياب الغنايم
    أجد صدى لما وصفته هنا في عمان و في معظم بلادنا العربية
    لكني أؤمن و باقتناع تام أن ما قام به المأمون و ربعه ساهم في ترسيخ الشعور الغريب للحاجة الى التباهي في الزواج..
    و تلك تركة ثقيلة أمسينا نتناقلها جيلا بعد جيل
    حقيقة لا أدري لماذا لا تجد صدى لكل محاولات المخلصين للإرتقاء بنظرة المجتمع لمصاريف الزواج..أهو عدم وجود الإخلاص في هذه الدعوات من الأساس
    أم أنها تلك الفطرة البشرية التي ما فتئ الإنسان إلا يظهرها بشكل أو بآخر..فطرة التنافس الأبدي..
    سعدت لعودتك كثيرا يا صديقي
    تقبل مروري...
    تحياتي
    حمود العلوي

    ردحذف
  4. أهلا وسهلا بك استاذ حمود العلوي أهلا بالقدير
    يا جميل كلمة ( صديقي ) منك هي أجمل من كل لقب هي الكلمة الحية وهي التي تبقى .
    أعتذر إليك عن تأخري في بعض الردود وفي تغيبي عن هذه المدونة لكن ماذا تقول إذا كانت الظروف تتجاذبك كل يريدك معه ! فقد اجتمع التدريس في الصباح والدراسة في المساء ، لكن الحمد لله أني عدت لألتقي بأناس طيبين أمثالك يا أستاذ حمود


    أتعلم يا صديقي حمود أين المشكلة ؟
    المشكلة في أننا جميعاً نريد أن نكون المأمون ولا أحد يريد أن يكون هو هو كما خلقه الله كلٌّ يريد أن يمد قدميه بحيث تتجاوز لحافه بأمتاااااااار !

    من كان بثروة المأمون فليفعل ما يحلو له فأنا لا أنتظر من حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم أن يكون حفل زفافه في صالة العروبة التي تقع خلف منزلا مثلا وتحضره أم فاطمة الدقاقة لكن أيضا لا أريد من كل شاب أن يكون حمدان وكل فتاة أن تكون بوران !
    المشكلة يا صديقي أن كل ما كان من الكماليات قبل عشر سنوات أصبح اليوم من الضروريات وماهي من الكماليات اليوم ستكون بعد عشر سنوات من الضروريات وهكذا

    إن دعوات المخلصين للحد من هذه المصروفات المبالغ تلقى صدى عند الجميع لكن ما إن يجد الجد ويتقدم الشاب للفتاة فيصيبه (سُعار الزواج) فتجده قد نسي اسمه أمام حسن تلك الفتاة فضلاً عن نسيان كل هذه الدعوات

    أن أجد الحل في شيء واحد فقط ، وهو في اتفاق الزوجين واقتناعهما بتيسير الزواج حتى يستطيعان أن ينعما بحياة مادية طيبة بعد الزواج ولا يصبح الفول والطعمية حليفهما :)




    سعدت والله بهذا الحضور الطيب يا صديقي وهذا التعليق الجميل

    كون بالجوار دائما فحضورك يسعدني والله

    ردحذف
  5. صديقي العزيز ماجد...
    سأسافر لبعض الوقت و لا أريد أن أفوت على نفسي متابعة كتاباتك.
    كما أنني لن أستطيع تصفح الانترنت كما أفعل الان لكنني ساكون متابعا لبريدي الالكتروني. أتشرف بمراسلتك على بريدي الخاص:
    hamoodma@hotmail.com

    تحياتي العطرة....
    حمود

    ردحذف
  6. أهلا وسهلا بالقدير

    تعود إلينا سالماً غانماً إن شاء الله
    أتشرف بمراسلتك على بريدك وسأرسل لك كل ما أكتبه ولكن أخشى أن أنغص عليك صفو إجازتك :)

    كم أنا سعيد بمعرفتك يا صديقي حمود

    كن بخير وعافية

    ردحذف
  7. مسكينه ذا البنقاليه

    يعني تدفع فلوس عشان تحصل على رجال !

    و يامن شرا له من حلاله عله

    ردحذف
    الردود
    1. :)

      كما يقول المصريون ( ظل راقل ولا ظل حيط )
      :)

      سعيد بك أستاذي

      حذف
    2. كما يقول المصريون ( ظل راقل ولا ظل حيط )
      !!

      مايخرب العقول الا موروث "مايقولون"

      خصوصا الامثال والحكم الشعبيه المهالكه المتعفنه

      ((لاادري لماذا مايزال البعض يختتم حديثه بمثال شعبي تافه وكأنه يتلفظ بشي مقدس حارق ساحق لكل ماقبله ومابعده ! ))

      ** مابين القوسين ليس موجه لك ياسيد لكنه مجرد تساؤل عارض^^

      نعود الى محور حديثنا:
      عفوا سيدي من ناحيتي انا فأرى ان المثل المصري يجب ان يتشقلب حضرته ليناسب هذا العصر

      ليصبح بمنظوري انا "ظل حيط ولا ظل راجل"

      لان الحيط افضل من الراجل واكثر وفاء وبقاء منه فالراجل قبل ان تشرق الشمس يرتدي زبيريته لمحترمه ويركض مع الريح!
      على عكس الحيط المجني عليه هنا فهو باقي واقف مكانه يحمي من الريح!

      عن نفسي انا : ظل حيط ظل خيشه ظل انتل ولا ظل راجل^^


      وبعدين انا لست استاذ
      انا استاذه
      اسسسسسسسسسسستاذة << تاء مربوطه

      وشكرا على سعة الصدر مقدما^^

      وبالاخير احب اقط نغزه محترمه

      "كم اكره تلك الردود المعلبه فهي دائما تاتي مثلجه"

      باي

      حذف
    3. أهلا أستاذتي
      أعتذر إليك بأن ذكّرتكِ وأنتِ أنثى
      أما استخدام الأمثال فهي موروث وليس بالضرورة أن نؤمن بها فقد يُرد على سبيل السخرية ليس إلا كقولك يا أستاذتي : ( يامن شرى له من حلاله علة )!

      بالنسبة لوجهة نظرك فإن قرأتها وأحترمها وأوافقك على البعض منها

      بالنسبة لقولك بأنك تكرهين الردود المعلبة فإن فيه شيئاً من التجني عليّ يا أستاذتي فأنا لم أستخدم رداً معلباً في حياتي فأنا عندما أقول أشكرك يا أستاذي أو يا أستاذتي فإني أعني الشكر بالفعل

      أشكرك على مامنحتنيه من وقتك شكراً طازجاً وليس معلباً ^^

      كوني بخير

      حذف